غياب أم يوسف عن ذكرها في القرآن الكريم... لماذا؟!
أولًا، يجب مراعاة أن القرآن الكريم ليس كتاب تاريخي أو سيرة ذاتية، بل هو كتاب إلهي يهدف إلى توجيه البشرية وتقديم التعاليم الدينية والأخلاقية. لذلك، يتم ذكر الشخصيات والقصص بناءً على ما يتناسب مع هذه الرسالة العليا.
ثانيًا، القرآن الكريم يركز على الرسل والأنبياء كأمثلة للإنسانية في الإيمان والطاعة لله. بالنسبة للنساء، يتم ذكرهن في سياقات معينة لإبراز دورهن المهم في تاريخ الإسلام والتوجيه الأخلاقي. فمثلًا، يتم ذكر مريم بنت عمران كمثال للتقوى والطهارة، وآسية زوجة فرعون كمثال للإيمان القوي والصبر.
مع ذلك، لا يمكننا استنتاج أن عدم ذكر أم يوسف يقلل من قيمتها أو دورها. يمكن أن يكون ذلك بسبب أن القرآن الكريم لم يجد ضرورة لذكرها بشكل مباشر، أو أن ذكرها لم يكن ضروريًا لنقل الرسالة العليا التي يقدمها القرآن. تبقى هذه التفسيرات مجرد تأملات في محاولة لفهم الحكمة الإلهية وراء عدم ذكرها.
لماذا لم يتم ذكر أم يوسف في سورة يوسف بشكل مباشر إلا في بعض المواضع؟
في سورة يوسف، تم ذكر أم نبينا يوسف في سياق قليل من الأحداث، مثل قوله "ورفع أبويه على العرش" وذكرها في سجودها له في الرؤيا. ومع ذلك، لم يتم ذكرها بشكل مباشر في باقي الأحداث، رغم أنه من المتوقع أن تكون حزنها على فقدان يوسف كبيرًا مثل حزن يعقوب الذي ابيضت عيناه وفقد بصره من شدة الحزن.
الإجابة المحتملة على هذا التساؤل تكمن في أن أم يوسف توفيت أثناء ولادة أخيه بنيامين. وعليه، الأم التي ظهرت في رؤية يوسف هي زوجة أبيه التي ربته وأم أخوته الذين تآمروا عليه. لذلك، خلال الأحداث الطويلة التي وردت في السورة، كان التركيز على يعقوب بدلًا من أم يوسف.
رغم أن زوجة أبيه ربما كانت متعاطفة مع يوسف، إلا أن قلبها يحن أيضًا على أبناءها الآخرين. لذا، لن يكون حزنها مقارنًا بحزن يعقوب على فقدان يوسف. تتناول السورة الأحداث من هذه المنظور، وتركز على دور يعقوب بدلًا من أم يوسف.
الروعة والبلاغة في استخدام القرآن لمصطلح "أبويه" بدلًا من "والديه"
لباقي المقال اضغط على متابعة القراءة