تزوجت رجل ليس في الوجود مثله
انت في الصفحة 2 من صفحتين
ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻳﺮﻥ ﺟﺮﺱ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ ﻷﺭﻓﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ﻓﻴﺄﺗﻴﻨﻲ ﺻﻮﺕ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ ( ﻓﻲ ﺟﺰﻉ ): ﺗﺠﻬﺰﻱ ﺳﺄﻣﺮُّ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻧﺎ ﻭ ﺃﻣﻚ ﻵﺧﺬﻙ …..
ﺃﺟﺒﺘﻪ:
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ؟ ! ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻥ، ﻭﺯﻭﺟﻲ ﻗﺎﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻟﻢ ﺗﻤﺮ ﺟﻤﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻮﻋﻲ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻛﻢ.
ﺗﻤﺘﻢ ﺃﺑﻲ ﻗﻠﻴﻼً ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﺗﺠﻬﺰﻱ ﻭﺑﺲ ﻭﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ….
ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﺎ، ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﻌﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺃﺧﻮ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﺴﻜﻦ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻤﺮﺿًﺎ، ﻭﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻲ،
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻫﻞ ﻃﻠﻘﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ؟ !
ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻏﻠﻖ ﺟﻮﺍﻟﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺠﺎﻭﺑﻨﻲ ﻓﺸﺮﻋﺖ ﺑﺠﻤﻊ ﺃﺩﻭﺍﺗﻲ ﻭﺩﻣﻮﻋﻲ ﻻﺗﺘﻮﻗﻒ ﺣﺰﻧًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻓﻌﻠﻪ ﺑﻲ.
ﻭﻓﻲ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﻩ ﻇﻬﺮًﺍ ﻃﺮﻕ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻣﻲ، ﻓﻘﻔﺰﺕ ﻓﻲ ﺣﻀﻦ ﺃﻣﻲ ﺷﺎﻛﻴﺔ … ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺎﺋﻦ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺘﻪ ﻣﻌﻪ ﻳﻄﻠﻘﻨﻲ !!
ﺍﺑﺘﺴﻤﺖُ ﻭﺻﺤﺖُ … ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻢ ﻳﻄﻠﻘﻨﻲ؟؟؟
ﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ؟؟؟ ﻟﻢ ﻳﺤﺐ ﺑﻨﺘﺎً ﺃﺧﺮﻯ ؟؟؟
ﻗﺎﻝ: ﻻ.
ﺯﻭﺟﻚ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻙ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺸﻖ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ، ﻭﻳﺤﺐ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻚ ﺗﻔﻮﺡ ﻣﻨﻪ.. ﻭﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﺭﺗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻴﺎﻩ ﻓﺍﺻﺒﺮﻱ ﻭﺍﺣﺘﺳﺒﻲ
ﺗﻘﻮﻝ: ﺗﻤﺎﻟﻜﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻌﻬﻢ ﻭ ﻗﻠﺖ: ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻠﻠﻪ …
ﺩﺧﻠﺖ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﻭﺍﻧﺘﺎﺑﺘﻨﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﻓﻲ ﭐﻥ ﻭﺍﺣﺩ !
ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻭﺟﺪ ﺯﻭﺟﻲ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺠﺮﻧﻲ ﻷﺟﻠﻬﺎ
ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺸﻘﻬﺎ … ﺗﺮﻙ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﻭﺩﻑﺀ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻫﺪﻭﺀﻩ ﻟﻴﻨﺎﻡ ﺗﺤﺖ البرﺩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺹ، ﻭﻳﺮﺍﺑﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﺨـﻨﺎﺩﻕ ﺗﺤﺖ ﺯﺧﺎﺕ ﺍﻟﺮﺻـﺎﺹ ﻭﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘـﺬﺍﺋﻒ ﻭﺍﻟﺼــﻮﺭﺍﻳﺦ، ﻓﻬﻨﻴﺌًﺎ ﻟﻚ ﺍﻟﻌﺰ.. ﻫﻨﻴﺌًﺎ ﻟﻚ ﺟﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﺪ
ﻭﺩﺍﻋًﺎ ﻳﺎ ﺯﻭﺟﻲ..
ﻭﺩﺍﻋًﺎ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ….
ﻭﺩﺍﻋًﺎ ﻓﻘﺪ ﺑﺬﺭﺕ ﻓﻲَّ ﺑﺬﺭﺓ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻟﺪًﺍ ﻓﻤﺤﻤﺪﺍً.. ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻨﺘﺎً ﻓﺸﻬﺎﺩﺓ …..
ﻭﺩﺍﻋًﺎ ﻭﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻌﻨﻲ ﺑﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ
ﺯﻭﺟﺘﻚ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﺔ.