قصة واقعيه طلقها ليلة الزفاف فأنتقمت منه
هززت كتفي بيأس و دموعي لا تزال تنهال بغزارة على وجهي ليصبح كخريطة ألوان ممزقه..
عاد لي الصوت الغريب مره أخرى قائلاً.
- اسمعي يا ابنة عبد الله صالح راشد ..أنت طالق!
توقفت دموعي فجأة و أنا أنظر إليه فاغرة فا هي من شدة الذهول ..هل هو
يهزل ..يمثل ..يسخر..
أين الحقيقة و الواقع في وسط المعمعة ..هل أنا أحلم ..أم أنه كابوس مرعب يقضي على مضجعي؟..
أفقت في اليوم التالي على بيت أبي .. و أنا مطلقة .. وأمي تنتحب بحرقة .. وأبي يصرخ
من بين أسنانه ووجه أسود كالليل :
- لقد أنتقم مني الجبان ..لن أغفرها له .. لن أغفرها له ..
و الآخر قرر أن ينتقم من أبي في شخصي ..و لكن ما ذنبي أنا في هذا كله..لماذا يضيع
مستقبلي و أنا لا زلت في شرخ الشباب؟..لماذا أتعرض للعبة قذرة كتلك؟
لم أبكِ .. ولم أذرف دمعه واحدة ..واجهت أبي بكل كبرياء .. و أنا أقول له :
- أبي ..لا تندم .. لست أنا من تتحطم!!
نظر أبي لي بدهشة و غشاء رقيق من الدموع يكسو عينيه .. و إمارات الألم و الندم تلوح في وجهه..
أسرعت إلى حجرتي كي لا أرى انكساره..نظرت إلى صورتي المنعكسة في المرآة فهالني
ما أراه ..أبداً لست أنا ..لست أنا تلك الفتاة الحلوة المرحة الواثقة من نفسها..لقد تحطم كل
شيء في ثوان..تاهت الحلاوة وسط الكاسحة ..و تلاشت الثقة كأنها لم تكن ..و أصبحت أنظر لنفسي بمنظار جديد و كأنني مجرد حيوان مريض أجرب ..
أرعبتني عيناي ..أخافتني نظرة الانتقام الرهيبة التي تطل منهما ..أغمضتهما بشدة قبل أن تسقط دمعة حائرة ضلت الطريق..
أسرعت إلى الهاتف و شعلة الانتقام لا تعرف الخوف ..جاءني الصوت المميز الغريب الذي لن أنساه مدى الدهر..
يكفي انه الصوت الذي قتلني ليلة زفافي و ذبحني من الوريد إلى الوريد.. قلت له بنعومة
أمقتها:
- أنا معجبة!!
لم أكن أتوقع أبداً سرعة استجابته ولا تلك الحرارة المزيفة التي أمطرني بها دون أن يعرفني ..