قصة غريبه روايه اسلام بقلم سارة منصور
الفريق يعني لو حصل مشكله بينهم انت اللى تحلها
_ يعنى ينفع اللى عمله دا خبطني ووقعنى على الارض عشان ياخد الكورة منى وأحنا اصلا معاه فى الفريق مش خصم
_ مهما كان هو أصغر منكم برضه
_ عشان أصغر مننا يحترمنا
وبعدين الواد دا مايلعبش معنا انا هخليه يخرج
فقال بقيه الفريق بنفس واحد يوافقون على كلام قائدهم
ولكن يعرف أن كلامه صحيح فاسلام هو من بدا وتمرد عليهم
فجأة خرج
رامي من الاتوبيس وهو يري أن أدم قادم بمفرده
تلاقت نظراتهم ببعض بشئ من الغموض
دخل رامي على اسلام وهو يراه فى نفس موضعه بشهقاته فقال
مرت الكلمه على مسمعيه فطبعت بملمس خشن داخله
رفع رأسه له بنظرات غاضبه أكثر وعيناه حمراء كالډماء وقال بدون وعى غاضب
_ ليه مش أنسان كل واحد عنده عيون من حقه يعيط زي ماهو عايز
_ طب قوم ياعم عشان نمشي وابقي عيط براحتك
قالها رامي وهوي يقترب منه ويمد يده له
_ كلكم شبه بعض
لا يعرف لما تلك الكلمه ظهرت من فمه ايعتبر نفسه غريبا عن الرجال
فأبتلع ريقه بصعوبه وقد توتر قليلا وبدأ وعيه فى استيعاب أن تصرفاته تشبه !
فقام من جلسته بدون أن يقترب من يد رامي الذي كان يتابعه بزهول
وأغرق رأسه تحت سنبور المياة لتخفى أثار دموعه وسخونة وجهه من الانفعال
_ ايه دا غرقتنى يا تيييييت
أنا أصلا غلطان أنى
تقطعت كلماته وهو يرى شعره الرطب مطروحا للخلف ليظهر وجهه كاملا بعد أن كان يخفيه بغرته
تحت عبوس وجهه
شفاة وخدود وردية بشړة بيضاء عينان واسعه زرقااء بها نعومة
حتى مر بخاطره كيف لرجل أن يمتلك هذا الجمال حتى يتأثر به حاول طرد تلك الفكرة من رأسه
وصعد اليه الاثنان
الجميع يرنوا اليه بغرابة وعلى وجهه حمرة شديدة الفتنة
مقعده الذي يجلس به بالجانب الاخر من هذا الاحمق الذي اصبح يخشاه
كتم خوفه داخل صدره وجلس تحت نظراته التى تشبه الذئاب
طوال الطريق يري بطرف عينه انه ينظر اليه ويراقب كافة تحركاته
وغفى فى أسارير خوفه
وكما الذئب يراقب فريسته كان سيف يراقبه وبعقله علمات الاستفهام كيف يمكن
لرجل أن تكون رائحته مثل النساء
لابد أن تكون غليظه نافرة أوليس رجل عاد اليه ذلك الشعور وهو ينظر اليه وهو نائما وشعره الذي مازال رطبا بعض من أطرافه على رقبته
رقبته !!! البيضاء الناعمة !!!
تعلم أن زوجها كاذبا وانه يفعل المستحيل لكى يجعل طفلها رجلا تعلم أن خوفه من البشر قد جعله أعمى البصيرة بل أعمي القلب
لا تتوقف عن البحث وراءه وعن أى وثيقه تثبت صحه كلامها لكن البحث وراء الثعلب كان عبثا
_ انت ازاى مؤمن وبتصلى زينا كدا متفتكرش انى مبفهمش أنا
عارفه نوياك كلها
أنت لو حصلك حاجه بعد اللى هتفذه هتقف قدام ربنا تقوله ايه
فوق حرام عليك مش عشانا حتى عشان ربنا
تمر الايام والشهور تلو الاخر ويظل يسمع هذا الكلام منها ولا يتاثر به ويهمل حق الله كل ذلك لأجل مكانته أمام البشر
معاملة جافة للغاية تخرج منه لعائلته لم تستسلم الام فى المحاولة ولم يستسلم الاب
طوال تلك السنوات يجد بعمله ويثمر المال ويضعه محفوظا برغم الجوع برغم قطع الكهرباء دائما لم يتحدث ففى اوقات الجوع تصب داخل بطونهم المرارة والالم
لطلما كان الظلام داخل أوصالهم فلم يكن لنور طريقا الى أعينهم
ولقد اقترب الموعد
أصبح عمر إسلام ثامنة عشر وقد أنتهى موسم الامتحانات
وظهر مجموع الثانوية العامة الذي لم يحمل همه أحد ولم يسأله أى شخص عن مجموعه الرقمي
_ إسلام انت هتشتغل مع عمك ناجى أنسي أنك تدخل كليه
دهش اسلام من تصريح والده فقال
_ بس انا
نفسي ادخل هندسة حرام عليك يابابا متحرمنيش انى ادخل الجامعه
_ مينفعش انت لازم تشتغل عشان تجيب حق العملية معايا انا مش هقدر اكون المبلغ دا لوحدي
رأى أكرم الحزن فى عين ابنه والكسرة كأنه قد خسر كل شئ فى حياته ولم يعد لديه شئ
فأردف الاب بعد ان تنهد
_ بص يااسلام بعد مانظبط امورك كلها هقدملك فى الجامعه ماشي ياحبيبي صدقني يابني انا عاوز مصلحتك
متفتكرش انى عاوز اذيك انا نفسي تكون احسن واحد شوفت أمك مش حاسة بحاجه عوزة تغلبني وخلاص
يابني الدنيا دي مبترحمش حد
فى تلك الكلمه تذكر اسلام رؤية الفتاة وكلام الناس المؤلم لها
فسكت وهو ينصت الى والده وبعقله رياح شديدة تتقابل مع ڼار والدته البائسه وحديثها الدائم لها بأنها فتاة !!!!
تسأل فى نفسه
لما لا يسألوه ماذا يريد
ابتسم بسخرية على نفسه وهو يعلم انه حتى لا يعرف مايريده فاعتقد والده انه يسخر منه
فكتم غيظه وربط على كتفه وقال
_ بكرة هتروح لعمك ناجي الساعة عشرة قالها وهو يهيم بالخروج من المنزل فأوقفه اسلام وهو يقول
_ بابا مسألتنيش ليه