في قديم الزمان ويالف العصر والاوان عاش في البصره تاجر توابل اسمه حبيب وكان له دكان صغير في السوق
لأني صنعت معروفا معك أنجاني الله والصندوق الذي إشتريته لك صار زورق النجاة فسبحان الله الذي أعطى وقدر ما فيه الخير لنا .
حين طلع الصباح لم يتبق شيئ من السفينة وركابها إلا قطع من الخشب وبراميل وأشياء مختلفة طافية فوق الماء أما حبيب وعبد الصمد فبقيا في الصندوق تجرفهم الأمواج أربعة أيام كاملة حتى نفذ ما معهما من الزاد والماء وأيقنا بالهلاك ...
كان حبيب جالسا يفكر في أمه ويلعن حظه الذي أبى إلا أن يقوده لهذا المكان البعيد لېموت فيه وحيدا غريبا وفجأة رأى ثلاثة بنات يقتربن منه وكن جميلات الوجه شقروات الشعر ففرك عينيه ليتأكد أنه لا يحلم ثم همز عبد الصمد الذي كان نائما في قاع الصندوق وقال له تعال وانظر هل شاهدت من قبل قوما من الإنس يعيشون كالأسماك نهض الشيخ ونظر إلى البنات بدهشة وقال لا يشبهن عرائس البحر فليس لهن ذيل سمكة والله لم أر ذلك من قبل أو أسمع عنه !!! بقيت واحدة منهن تحملق في حبيب فقد كان فتى أسمر قوي البنية فقال لها كفي عن النظر إلي فلست للفرجة !!! فضحكت الحورية ومعها رفيقتيها وردت عليه هل دائما لسانك خبيث هكذا على كل حال سننصرف فلا يبدو أنك لطيف معنا لكن عبد الصمد تحامل على نفسه وقال إنتظري لقد غرق مركبنا ولم نكلم أحدا منذ أيامحدثيني عن نفسك وكيف يمكنك العيش في البحر !!!
بلاد إسمها العراق وهي مليئة بالتمر والرمان سأحملك هناك إن أردت !!! أجابته يا ليت ذلك كان ممكنا فأبي ملك بحر الهند وهو لا يتركني أبتعد عن قصره الذي هو تحتنا. على فكرة إسمي أميمة ومعي أختاي نرجسة وياسمينة ونحن الثلاثة نقدر أن نخرج إلي البر لأن أمنا من الإنس وبفضل ساحرتنا صارت تغوص تحت الماء ثم سألته إلى أين كنتما ذاهبين أجابها إلى جزر الواقواق ردت إنها ليست بعيدة عن هنا وسندفع الصندوق حتى يصل إلى البر
ولم يمض وقت طويل حتى ظهر الشاطئ وقالت أميمة لقد جلست أنا وأختاي كثيرا من المرات هناك لكن التجار الذين يأتون إلى هنا بسفنهم أشرار ولقد حاولوا إصطيادنا